مراسلو شبكة kurdnews

عراقي يختبئ في قبو لمدة 20 سنة خوفا من ظلم المقبور صدام ويصاب بخيبة امل الان
 

 
Print this
 page

 

 

 

أصيب المعارض العراقي جواد الشمري، الذي أمضى أكثر من 20 عاما في مخبأ تحتالأرض جنوب بغداد، خوفا من بطش النظام السابق، بحسرة لأن السلطات الجديدةلم توله اهتماما كغيره من المعارضين أو السجناء السياسيين أو المهجرين.

ولم يفلح الشمري بعد سنوات من خروجه من مخبئه،"في الحصول على وظيفة، بينمالا تعترف الحكومة به سجينا سياسيا، ولم يحصل على أي تعويض يساعده وعائلتهعلى كسب العيش"،حسب قوله.

واوضح الشمري الذي تقوس ظهره بعد جلوسه سنوات طويلة داخل قبوه ولم يجد إلازراعة خضروات بسيطة لكسب عيشه: إنه "يتمنى العودة إلى قبوه بسبب الإهمالالذي قوبل به من النظام الجديد"،حسب تعبيره.


ويعيش الشمري الذي يبلغ من العمر نحو 50 عاما في ظروف من الكفاف والضيقالمادي، ويقول: "إنها أيام أسوأ من تلك التي عشتها في الحفرة عندما كنتمعارضا في عهد النظام السابق"،حسب قوله.

واضاف الشمري أن "السنوات السوداء التي عشتها في تلك الحفرة أهون عليّ منضنك العيش الذي أمر به حاليا"، معتبرا أن "ظلم القربى أشد مضاضة" في إشارةمنه إلى المعارضين السياسيين الذين وصلوا إلى سدة الحكم.


وتابع الشمري أنه"أمضى سنين الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988) وهويستمع لنشرات الأخبار في مذياعه الصغير"، مبينا أنه "كان وحيدا لأن والدتهوإخوته لم يكونوا يجرءون على زيارته في قبوه".

واشار الى أن"تهوية المكان كانت تتم عن طريق أنبوب بلاستيكي مدته والدتهمن القبو إلى الخارج"، ويؤكد هذا السجين الفريد من نوعه أنه عاش ظروفاصعبة، لكن أقسى ما واجهه كان تنفيذ عقوبة الإعدام بحق أخيه، ثم وفاةشقيقته".


من جانبها تقول والدته أم جواد التي تقدم بها السن:"قاسيت أنواعا من العذاب من أجل الحفاظ على ولدي".
وكان الشمري قد بدأ نشاطه السياسي في 1974 بانضمامه لحزب الدعوة عندما كانطالبا في المرحلة الإعدادية، وأصبح مطاردا بسبب انتمائه لهذا الحزبالمحظور في حينها ، وصدر بحقه حكم غيابي بالإعدام، ولم يكن أمامه متسع منالوقت للإفلات من حبل المشنقة، لذلك قرر بعد مرور نحو سنة من الاختباء حفرقبو تحت منزل العائلة لا يزيد عمقه على مترين وعرضه متر ونصف.

وحادثة خروج الشمري من هذا القبو بعد سقوط النظام السابق في عام 2003واحدة من أكثر القصص إثارة؛ إذ إنها قدمت صورة واضحة عن معاناته وقسوةوسطوة نظام حزب البعث ضد المناوئين له.