أخبار كوردستان

في لقاء خاص أجرته صحيفة خبات الناطقة باللغة الكوردية مع السيد مسرور بارزاني رئيس وكالة حماية أمن إقليم كوردستان  حول الأوضاع الحالية في إقليم كوردستان والعراق والمنطقة برمتها.

 

وفي بداية اللقاء بارك السيد مسرور بارزاني وهنئ الشعب الكوردي بانتفاضته المجيدة كما وهنأ المرأة الكوردية بعيدها الذي يصادف اليوم الثامن من آذار ، ثم تطرق إلى سؤال الصحفي حول وضع الحزب الديمقراطي الكوردستاني والتغيرات التي أجرتها بعد مؤتمرها الثالث عشر، مؤكداً بأن الحزب له تجربة واضحة وله تاريخ طويل من التضحيات والنضال والتغيرات التي كانت في سبيل تطوير الحزب ووضع إستراتيجية طويلة الأمد لصالح الحزب الديمقراطي الكوردستاني ولصالح الشعب الكوردي.

وأوضح بان الحزب الديمقراطي الكوردستاني ومنذ تأسيسه كان له رؤيا وإستراتيجية واضحة في تثبيت الديمقراطية وقبول الآخر، ولم يكن هناك دكتاتورية لمنع نشوء أحزاب أخرى ، والسمة الواضحة في سياسة الحزب الديمقراطي الكوردستاني هو التعددية الحزبية لأنها آساس تثبيت الديمقراطية.

وذكر بأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني وما له من نضال دؤوب وانتصارات من خواكورك وهندرين وغيرها فأنها تبقى حزب للشعب الكوردي ولم يبتعد عن شعبه بل سعى لتحقيق مصالحه كشعب عانى من الظلم ما لم يعانيه أية أمة أخرى، وما يخطط له الحزب هو لمصلحة الشعب الكوردي ولا يقع ضمن أطر حزبية ضيقة، لأن الحزب الديمقراطي الكوردستاني حزب جماهيري ويسعى إلى تحقيق آمال وطموحات الشعب الكوردي وقد حمل الحزب شعارا في مؤتمره الأخير الثالث عشر عنوانه حق تقرير مصير الشعب الكوردي ولكن هذه الرؤية يحتاج إلى عقلانية لتطبيقها.

وأوضح سيادته بأن حالة الاختلاف حالة صحية وطبيعية ومن يريد أن يحول حالة الاختلاف إلى سياسة وهدف ليحارب به الحزب فهذا شأنه ولكن الحياة تتطور والسياسة تتقدم والحزب يحقق المزيد من النتائج الإيجابية أن كان هناك آراء متعددة .

 

ومن جهة أخرى ذكر السيد مسرور بارزاني بان التغيرات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط لها تأثير على إقليم كوردستان لأن الإقليم جزء من الشرق الأوسط ، ونحن مع إرادة الشعوب في نيل حريتها وتحقيق الديمقراطية في بلدانها وبالنسبة إلى إقليم كوردستان يجب أن نكون مستعدين لأسوء الحالات ، والفراغ الأمني له دوره وتأثيره ونحن نرى بان الأمن المستتب في الإقليم له دليل على السياسة الواضحة المتبعة من قبل الساسة في الإقليم ، مع ذلك يجب ان نكون حذرين جداً من هذه التغيرات ويكون التعامل معها بشكل عقلاني وأن لا نترك فراغات أمنية في الإقليم.

وبالنسبة إلى الوضع العراقي هناك استعدادات لعقد مؤتمر وطني قريب ونأمل أن ينهي الأزمة العراقية ولكن يجب أن يكون هناك حلحلة لمشاكل رئيسية تكمن في عدم الثقة بين الأحزاب العراقية فأن تم الألتفات إلى الدستور العراقي وتطبيقه والإيمان بالحياة والعيش المشترك والتنديد بالدكتاتورية وسياسة الحكم الشخصي ومواجهة الفساد الإداري والمالي الذي يأكل من جسد الدولة العراقية ، هذه الأمور جميعها بالإضافة إلى المؤتمر الوطني سوف يخرج بالعراق على ضفة الأمان أن تم الإستجابة لها من قبل الساسة في الأحزاب العراقية والتي تحمل خلافات شخصية أكثر من كونها أختلاف في الرأي.

 

مؤكداً بأن مبادرة الرئيس بارزاني والتي سميت بمبادرة أربيل كانت لصالح جميع العراقيين والدولة العراقية ولكن وللأسف الشديد لم يتم تطبيقها من قبل الاحزاب الحاكمة ولم يتم الإلتزام بها، بالرغم بان المبادرة كانت لها من الإيجابية ومن الحكمة من أجل العراق من أزمتها ولكن للأسف فقط ألتزم القيادة العراقية بمصالحها الحزبية الضيقة مما أدى إلى أستفحال المشاكل وتطورها، كما ان الدستور العراقي لم يلتزم به بقية الأحزاب كما ألتزم به القيادة الكوردية في إقليم كوردستان ، لان الدستور هو المفصل في حل جميع المشاكل.

وبخصوص إلتزام الشعب الكوردي بالدستور العراقي لأن الشعب الكوردي وقيادته له موقفاً واضحاً وموحداً إتجاه الإلتزام بالدستور وبنوده ، وما يجعل الموقف موحداً هو إيمان الكورد بوحدة الصف الكوردي ، وكحزب ديمقراطي كوردستاني يهمنا وحدة الصف والموقف الكوردي ونسعى لها بكل جد.

 

أما عن مشكلة طارق الهاشمي فهي نتيجة لخوف حزبي طائفي داهم الأطراف القيادية في العراق فمن جهة يخاف الشيعة من ظلم تاريخي تعرضوا له ومن جهة أخرى يخاف السنة من الانتقام ودفع جزية النظام البعثي الفاشي ، كما ان الكورد وبعد سقوط النظام البعثي ونتيجة تجربته في حل المشاكل وإعادة التوازن بين السياسيين، فقد تعرض لهجمة إعلامية تقول بان العراقيين يلتجئون إلى الكورد من أجل حل مشاكلها، وهذا هو الواقع الذي يشهده العراق ، وللأسف يصبح الكورد ضحية لحل تلك المشاكل نتيجة لتأجيل بعض الأمور الخاصة بالكورد، مع ذلك نحن نرى بأن إقليم كوردستان له من الاهمية ليس في العراق وحسب بل إقليمياً ودولياً أيضاً ونرى بان هناك قنصليات للعديد من الدول الأوربية والعربية والتي ترغب بفتح قنوات سياسية وأجتماعية مع الإقليم كونه يتمتع بأمن وسياسة راشدة.

 

كما وأشار السيد مسرور بارزاني في اللقاء الصحفي الذي أجرته صحيفة خبات عن الكاريزمة السياسية التي يتمتع بها الرئيس بارزاني كونه قائد كوردي ليس للكورد في الإقليم بل وفي أجزائه الأربعة فقد عقد مؤتمر الجالية الكوردية السورية في الخارج في إقليم كوردستان وعاصمته هولير وقد أكد الرئيس بارزاني على ضرورة نفي الخلافات الحزبية الضيقة وضرورة رص الصفوف الكوردية في سوريا من أجل مواجهة التغيرات التي تحدث في سوريا.

وبخصوص التحالف الاستراتيجي بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والإتحاد الوطني الكوردستاني فهو تحالف سياسي يخدم الشعب الكوردي في إقليم كوردستان ونعتقد بأن الحزبين الرئيسين اللذان يملكان قاعدة جماهيرية مقارنة بغيرها والتي نكن لجميعهم الاحترام والتقدير، ونرى بأن هذا التحالف يخدم الشعب الكوردي في الإقليم بعكس ما يروج له، وبخصوص المعارضة فأن حالة صحية وطبيعية في جميع الدول ، ولكن على المعارضة أن تحترم رأي الأكثرية وعلى الأكثرية أن تحترم الأقلية، أما ما يحركه بعض المؤسسات الإعلامية وبالأخص التي تحارب وكالة حماية إقليم كوردستان ، أريد القول بأن النقد البناء نحترمه لأنه نابع من خصوصية وعقلانية أما التي تلم هدفاً من هجمتها الإعلامية فأعتقد بأنه يخدمون أطرافاً عدوة للشعب الكوردي وضد الأمن والأمان في الإقليم.

 

كما وذكر السيد مسرور بارزاني مقولة الرئيس بارزاني في ذكرى الـ59 لتأسيس إتحاد شبيبة الديمقراطي الكوردستاني على أن يكونوا مستعدين لمستقبل مشرق ، وشدد على تأسيس الدولة الكوردية ورآها من الحقوق الطبيعية للشعب الكوردي ، وأشار إلى عقد مؤتمر قومي كوردي يضم جميع الفعاليات والأحزاب السياسية في أجزاء كوردستان الأربعة ونفي حالة الاقتتال الطائفي وعدم عودته بين الكورد ونبذ الحالة الحزبية الضيقة التي لا تخدم المصلحة الكوردية العامة .

 

وعن برامج الإصلاح الذي أعلن عنه الرئيس بارزاني قبل سنة من الآن فقد أكد بأن خطوات تنفيذ البرامج الإصلاحي واضح وهو مستمر على قدم وساق وقد بدأ بمواجهة عمليات الفساد وقد كان الأمر واضحاً حينما أعيد ملاكات عقارية من أشخاص ومسئولين إلى ملاك الحكومة الكوردية، وخطوات تنفيذ البرامج الإصلاحي مازال مستمراً إلى يومنا هذا ، كما وسمعنا بأن 150 حالة سلمت للجهات المعنية من أجل اتخاذ الإجراءات المناسبة بخصوصها وحسب ما ينص عليه القانون في إقليم كوردستان.

 

وأشار السيد مسرور بارزاني إلى أهمية الإعلام في جميع دول العالم وأثره في بناء الدولة وتوعية المجتمع، مؤكداً بأن الإعلام المبني على قواعد مهنية الإعلام وأخلاقياته سوف يرتقي للأفضل ويتطور باحترامه لمهنته وهدفه الذي يسع إليه من خلال نقل مجريات الأحداث معتمداً على المصداقية والمهنية، والابتعاد عن زج الأمور الشخصية وخدمة الأهواء والميول الفردية، وأعتقد بأن المؤسسات الإعلامية والصحافة في الإقليم تعلم هذه الأمور ولا يتطلب منا أن نوجههم ونعلمهم بواجبات الإعلام وقواعده.

نقلا عن موقع صورة وخبر